بقلم الأخصائية النفسية / منّه حكمي 

المريض النفسي في مجتمعنا للأسف يُنظر إليه نظرة يشوهها القصور وعقم الفهم، نظرة مريضة بحد ذاتها وقد أسهمت وسائل الإعلام ( السينما والدراما ) في خلق صوره كريهة قدمت بها المريض بصورة بشعه بدءاً من الملابس المقززة ومنتهية بالحركات الغريبة، والمريض النفسي لدى الكثير من وسائل الإعلام وصُناع الدراما مادة دسمة إما بشخص يثير الضحك لغرابة تصرفاته أو بشخص يثير الشفقة بمظهره وملبسة وطريقة أكله أو بشخص يثير الخوف بسبب عدوانيته وضرره على المجتمع.

هكذا ترسخت في أذهان الناس صورة المريض النفسي فأصبح بمثابة وصمة عار يفضل الكثير إخفائها وأصبح مكروهاً حتى في بيئته المقربة من الأهل والأصدقاء لا يُحترم وليس له شأناً والأخير في الأحقية التي تنسب لغيره من اقرانه.

وإستكمالاً للحديث فإن هذه النظرة لم تُقتصر على المريض فقط بل أمتدت اإلى اطباء واخصائيوا الأمراض النفسية فأصبح يُنظر إليهم أيضاً من زاوية الرفض نفسها تقريباً بإعتبارهم قد مارسوا التعامل مع المرضى حتى تشبعوا ببعض الأعراض منهم .

ولا ننسى دور مواقع التواصل والسوشل ميديا في نسب الجرائم القاسية والمروعة للمريض النفسي ووصفه بأنه (مختل عقلياً أو نفسياً) 

وأخيراً العلاجات النفسية فأنا أكاد أبصم بالعشرة انه لا يوجد دواء على وجه الارض تعرض للتشويه كالأدوية النفسية فأصبحت هذه الأدوية بمثابة وحش قد يقتل صاحبه .

فهذه الصورة التي صنعها المجتمع في مخيلته عن المريض النفسي أدت به الى الصمت وعدم الإعتراف بمرضه والإحساس بالدونيهة والإمتناع عن طلب المساعدة إضافة الى مابنته من عدم العدل في عدة مجالات وحرمانه العديد من المزايا التي قد يحصل عليها غيره .

ومن هنا اوجه كلمتي بإعتباري متخصصة في هذا المجال لهذه الفئة التي هي ضحية هذه الوصمة مهمتنا ومهمتكم هي إزالة هذه الوصمة فلابد عليك أن تعي أيها المريض أن هذه الأمراض واضطرابات تعاطي المخدرات مثل إرتفاع ضغط الدم أو السكر من المشكلات التي يمكن علاجها فلا تسمح للقيود ومشاعر الرفض من حولك تشكل عائقاً يمنعك من التعافي وممارسة حياتك الطبيعية ولا تسمح ايضاً لهذه الوصمة أن تدفعك نحو العزلة فأتت بكل فخر شخص صانع للمستقبل ولا زال ينتظرك الكثير …..