مجمع جبال منجد التعليمي مسيرة من التميز والإبداع ..

إن من أسرار نهضة الأمم وتقدمها في العصر الحديث جودة العملية التعليمية خاصة في زمن المتغيرات الحديثة والثورات التكنلوجية التي تقتضي من جميع القائمين على التعليم مواكبتها حتى يجني المجتمع الثمار المرجوه والمأموله من التعليم . 

وكل ذلك نجده متبلورا وماثلا للعيان وملموسا على الأرض في مجمع جبال منجد التعليمي التابع لإدارة تعليم صبياء بمنطقة جازان والذي يجسد لنا المسؤولية العملية والتعليمية في أبهى وأجمل الصور لتكون مخرجاته فذه ومميزه ونبراسا لغيره يقتدى بها .

حيث بدأت أولى لبنات مجمع منجد التعليمي في منتصف التسعينات الهجرية وبالتحديد في العام ١٣٩٥هجرية بثلاثة معلمين فقط وصفين دراسيين في مبنى مستأجر بسيط ومتواضع ليلتحق به آنذاك ٤٠ طالبا فقط من أبناء جبال منجد ليكونوا بذلك اللبنة والغرسة الأولى للأجيال اللاحقة من أبناء تلك الجبال والقرى المجاورة والبعيدة عن المركز الحضري والتعليمي للمنطقة وتمضي السنون تتلوها السنون ويكبر المجمع شيئا فشيئا ويزداد عدد مرتادوه وطلاب علمه حتى تم افتتاح المرحلة المتوسطة بالمجمع في العام الهجري ١٤١٣ وتزداد اعداد الطلاب الخريجون من بين جنباته ليتم بعدها وبعدة سنوات اعتماد المرحلة الثانوية بالمجمع في العام ١٤٤٣هجرية وفي ذات العام يتم افتتاح مبنيين حكوميين بمركز منجد احدهما مجمع تعليمي للبنين والآخر مجمع تعليمي للبنات يضمان بين جنباتهما مراحل التعليم العام الثلاث على مساحة إجمالية لا بأس بها لكل مجمع تبرع بمساحتهما أبناء الشيخ / حسين بن حسن قرادي _ رحمه الله_ مشكورين لصالح وزارة التربية والتعليم ليتم إنشاء المجمعات التعليمية عليها ليتجاوز بذلك عدد طلاب مجمع البنين فقط ال٢٠٠ طالب .

و بما أن العملية التعليمية في هذا العصر تعمل على توجيه الطاقات لبناء العقول وتنمية التفكير الإبداعي والإبتكاري والعلمي والنقدي للطلاب فقد احتوت المجمعات التعليمية على المختبرات العلمية الحديثة والمواكبة لآخر التطورات ومعامل للحاسب الآلي على أرقى المستويات لتنمية المدارك العصرية لطلاب وطالبات المجمعين وليصبحوا شركاء في التنمية وليسوا مجرد متلقين كما كان في الماضي .

ومن الجميل والجدير بالذكر هنا -أعزائي القراء - أن نعلم أن معظم معلمي وإداريي مجمعي منجد التعليميين سواء المجمع التعليمي للبنين أو المجمع التعليمي للبنات من مخرجاتهما ومن خريجي وخريجات هذين المجمعين بفضل الله . كما أنه تخرج من مجمع منجد التعليمي للبنين العديد والكثير من الكوادر الوطنية المؤهلة تأهيلا علميا قويا تخدم مملكتنا الحبيبة على كل أرض من أرضها وتحت كل سحابة من سمائها وجميعهم من أبناء جبال منجد والقرى المجاورة له فهناك الأطباء والمهندسون والضباط والمعلمين والإداريين والكتاب والمفكرين والأدباء تأسسوا تأسيسا علميا قويا لينطلقوا من بين جنبات وفصول هذا المجمع التعليمي الفريد من نوعه شكلا وموضوعا نحو ساحات وباحات الجامعات المتعددة في مملكتنا الحبيبة وفي عدة تخصصات . وقد دأب القائمون على هذا الصرح التعليمي الرائد سواء من معلمين أو إداريين يتقدمهم قائد المجمع التعليمي للبنين وأحد خريجيه الشاب الطموح والأستاذ الفاضل/ يحيى بن محمد الكحلاني على الإرتقاء بالعملية التعليمية في المجمع لتواكب التطلعات العصرية الحديثة والرؤية الطموحة لسمو سيدي ولي العهد _حفظه الله_٢٠٣٠م ليعمل مع طاقمه على إبراز المجمع في أبهى وأجمل حله ليجعلوا من مجمعهم التعليمي سباقا ومبادرا للتميز متصدرا بذلك مدارس إدارة تعليم منطقة صبياء ومكتب تعليم محافظة هروب في المبادرات التي تهدف إلى تحسين العملية التعليمية وصناعة جيل علمي بارز ولعل أدل مثال على ذلك ما قام به قسم النشاط الطلابي تحت إشراف مخرج آخر من مخرجات هذا المجمع وهو المشرف الطلابي الأستاذ/ علي بن يحيى قرادي وبالتعاون مع معلمي مادة الرياضيات بالمجمع بإطلاق مسابقة ( جدول الضرب) لصفوف المرحلة الإبتدائية على عدة مراحل وتم عمل لجان تحكيمية لها لتحقق تلك المبادرة الجميلة الهدف المأمول منها وبشكل مميز وفعال وذو جودة علمية عالية ليتم تكريم مجمع جبال منجد التعليمي للبنين من قبل مكتب تعليم محافظة هروب وليتم تبني تلك المبادرة من قبل المكتب التعليمي وتعميمها على جميع المدارس والمجمعات التعليمية التابعة له . ومن منجزات المجمع أيضا حصوله على المركز الأول من بين ٩٥ مدرسة ومجمع تعليمي على مستوى إدارة تعليم صبياء في مسابقة ( قيم السلوك) وحصوله أيضا على المركز الأول على مستوى مكتب تعليم المحافظة والتاسع عشر على مستوى إدارات التعليم العام بالمملكة في اختبار القدرات في العام التعليمي ١٤٤٣هجرية وحقيقة أنه لا يمكننا في هذه العجالة حصر جميع شهادات الشكر والدروع التكريمية والتقديرية الحاصل عليها هذا المجمع الرائد في مجالة على مدى خمسة عقود وحصر جميع مبادراته وفعالياته الممتدة طوال العام الدراسي .

وقد كان لي الشرف الكبير أن ولا يفوتوني في الختام أن افتخر بأنني كنت أحد خريجي مجمع منجد التعليمي وكان من حقه علي أن أرد له جزء يسيرا من فضله وفضل معلميه علي بهذه الكلمات المتواضعة فمن خلال هذا المجمع ومعلميه الذين تتلمذة على أيديهم تعلمت أن للنجاح قيمة ومعنى ومن خلاله تعلمت كيف يكون التفاني والإخلاص في العمل ومن خلال ساحاته وجنباته تعلمت الوفاء وأنه لا مستحيل في مجال الإبداع والرقي لذلك كان فرضا علي وعلى كل خريجيه السابقون واللاحقون أن يكرموه بنثر أكاليل الزهور الجورية في ساحاته وعلى جدرانه وأركانه.ونسأل الله له مزيدا من التطور والتميز والرقي في سماء الإبداع التعليمي ...

بقلم الكاتب / يحيى قرادي