" العصا بِلا جزرة "
*الكاتب/ محمد منصور*
لم يتوانَ الاستعمار ولا للحظة واحدة عن تصدير حروبه وحتى أفكاره منذ سقوط إمارة عكا في القرن الخامس للهجرة حتى الآن فتعودنا منه ما بين فَيْنَة وأخرى بث أفكار تؤيد مشروعه الاستعماري المتمثل في سلب الأرض والثروة من كل البلاد التي يستهدفها مسخراً كل الوسائل والطرق المتاحة لديه بدءً من القوة المباشرة وصولاً إلى محاولة اختراق الفكر الجمعي لهذه الشعوب المستهدفة مستعيناً بالثقافة الناعمة والتي يُجَرِّعهَا لهم مرة بالترهيب وتارة أخرى بالترغيب أو ما يسميه علماء السياسة "العصا والجزرة" حتى وصلوا إلى مُنتج المثلية الجنسية وهنا تجدهم خالفوا سياستهم المعهودة التي تعودوا عليها فاكتفوا هنا باستخدام العصا والترهيب الفكري فنجد منهم إصراراً منقطع النظير على المطالبة بقبولها والمصادقة على شرعنة هذه الفكرة مستخدمين بكل قوة وبلا هوادة أدواتهم ووسائلهم المتنوعة لقولبة الشذوذ وتأطيره رغبة منهم في " تعهير المجتمعات " واعتباره من الحقوق المسلوبة والتي يجب عودتها فَسَخروا كل منتدياتهم السياسية والثقافية في خدمة هذا المنتج القبيح فحتى كرة القدم "معشوقة الجماهير" لم تسلم منه ... وكل شيء تقريباً بدءا من الملابس التي تُلبَس وصولا للأدوات التي يستخدمها طلابنا في مدارسهم أيضاً اصبغوا عليها ألوان "عالم الميم" ومروراً بتسخير وسائل الإعلام العالمية التي تبث الندوات دفاعاً عنه وحتى بعض ما يطلق عليهم "المشاهير" تجدهم فجأة اعتنقوا هذا الفكر إما عملياً أو كمتفهمين له ، فأصبح الإيمان بهذه الفكرة يعدُ جواز مرور لأغلب النخب العالمية لتحقيق أحلامهم أو للوصول لأهدافهم... وكأن هذا العَفن هو الحل لكل مشاكل هذا العالم ... حتى أصبح من يخالفهم الرأي يَحس وكأنه في دائرة الشك شاعراً كذلك بالخجل حتى عن الدفاع عن رأيه ومبدئه ووصل هذا الشعور للأسف لبعض الهيئات الدبلوماسية العربية والإسلامية التي اكتفى بعضها بالامتناع عن التصويت عند عرض هذا الملف في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ... ولله الحمد كانت المملكة العربية السعودية سباقةً وصريحة في رفضها لهذا المشروع والتي أوضح سفيرها المعلمي أن في مثل هذا المشروع خرق صريح للفطرة البشرية قبل أن يكون مخالفاً للشرائع الإلهية وله ضرر مباشر عل النمو السكاني العالمي مما قد يهدد بتوقف عجلة الحياة على هذه الأرض ... وأخيراً حمى الله مجتمعاتنا من كل تلوث فكري قد يهدد نسيجها ويؤثر في وحدتها ولحمتها .. اللهم آمين