" بارقة أمل"
الكاتب محمد منصور
هذه الأيام تستشعر وكأن هذا العالم قد عقد هدنة مع نفسه فلم نعد نسمع غير أخبار كرة القدم وانتصاراتها ، وكأن كل مشاكل هذه الأرض ومن عليها قد انتهت وتلاشت !! وهذا في حد ذاته لايخلو من بعض الإيجابية بل يعد بارقة أمل وفرصة تحسب كخطوة مشجعة للوصول إلى نقاط تلاقي بين هذه الشعوب إذا ما تم التقاطها من قبل أصحاب القرار بعد أن يتجردوا من كل ما قد يعيق حلم هذه الأمم المتجاورة في حسن التعايش و تبادل المنافع والمصالح المشتركة ..
و على نطاق عالمنا العربي وفي ملاعب الدوحة شعرت كغيري بحالة من روح التضامن العربي وكأن هذه الأمة قد استيقظت على حقيقة أُريد لها عبر قرن كامل أن لاتصحوا عليها والتي تتمثل في أن كونها أمة واحدة عظيمة تشترك في أن لها دينا ولسانا ،وهدفا ، ومصيرا واحدا ، وكلنا رأينا بعض من تلك المشاهد المصورة والتي بكت لها المآقي في مؤازرة بعضهم البعض والتي أرجو من الله أن ينسحب كل ذلك على كل مواقفنا منطلقين لتوحيد الصفوف والتحام الكتوف في سبيل الرفعة والسمو و مسابقة كل هذه الأمم في تطوير بلداننا والاستفادة بكل مقدراتنا .. وأن لا تنطفئ هذه المشاعر الجياشة بعد آخر صافرة لحكم آخر مباراة في هذا المونديال !
وأجدها لحظة تاريخية تَصلُح أن تكون أرضية صلبة لانطلاقات مبهرة للمضي في سبل التأليف تاركين خلفنا كل مظاهر التأليب وشيطنة بعضنا البعض وتبادل حرق الصور والأعلام !!