متعة الأطفال تحت تهديد الإبتزاز والتنمر في لعب ال روبلوكس

الكاتب / المهندس فيصل المعجل/ خبير في مجال الأمن السيبراني

يظن الكثير من الآباء أن لعبة روبلوكس (Roblox) مجرد وسيلة ترفيه بريئة تمنح أطفالهم مساحة للمرح والإبداع، لكنها في الحقيقة ساحة واسعة مليئة بالمخاطر ،التي لا تقتصر على الأمن السيبراني فحسب؛ بل تمتد لتؤثر على سلوكيات الأطفال وحياتهم اليومية .

 إن ترك هذه اللعبة دون رقابة صارمة يعني فتح الباب أمام تهديدات خفية قد تضر بسلامة أبنائنا على المدى الطويل .

أول هذه المخاطر يتمثل في التهديدات السيبرانية التي أصبحت واقعًا لا يمكن تجاهله ، فالحسابات في اللعبة عرضة للإختراق والسرقة من خلال روابط وهمية تدّعي تقديم عملة روبوكس مجانًا ، وغالبًا ما تؤدي هذه الروابط إلى فقدان الحساب ، أو تثبيت برمجيات خبيثة على الأجهزة .

و الأخطر من ذلك هو أن بيئة اللعبة التفاعلية تسمح بتواصل الأطفال مع غرباء مجهولين ، قد يستغلون براءتهم في محاولات ابتزاز ، أو تحرش ، أو دفعهم لمشاركة معلومات شخصية حساسة ، وهو ما قد يترك آثارًا نفسية خطيرة عليهم .

لكن حتى لو تجاهلنا هذه التهديدات التقنية فإن اللعبة نفسها تُشكّل خطرًا سلوكيًا واضحًا .

 كثير من عوالم افتراضية داخل روبلوكس تقوم على العنف ، أو السرقة ، أو الهروب من الشرطة ، وهي رسائل سلبية ، تُزرع في عقول الأطفال بشكل غير مباشر؛ فتغرس فيهم سلوكيات عدوانية ،وتشجع على الكذب ، والمراوغة ، والتسلل ، ومع مرور الوقت ينعكس ذلك في شكل تشتت في التركيز ، وغضب مفرط، وعدوانية تجاه الآخرين.

 ولا يخفى على الأهل كيف يتحول بعض الأطفال إلى حالة من الانفعال المستمر ، والصراخ عند خسارة جولة ، أو عند مواجهة صعوبة داخل اللعبة ، مما يسبب اضطرابًا في علاقاتهم الأسرية ، ويؤثر على تحصيلهم الدراسي .

والأمر لا يتوقف عند هذا الحد؛ فإدمان اللعبة، يجعل الطفل يقضي ساعات طويلة أمام الشاشة ، ينعزل عن محيطه الإجتماعي، ويغفل عن واجباته الدراسية ، والحياتية ، وقد يتطور ذلك إلى إدمان رقمي يصعب السيطرة عليه ، ويجعل من أي محاولة لإيقاف اللعب صراعًا يوميًا بين الأهل وأبنائهم.

إن دور الأمن السيبراني هنا لا يقتصر على الجانب التقني ؛ بل يشمل التوجيه والتوعية المجتمعية ، ومع ذلك فإن حجم المخاطر المحيطة بهذه اللعبة يجعل التوصية الأهم ليست فقط في المراقبة ؛ بل في الحذف الكامل لها من أجهزة الأطفال. فالحماية الحقيقية لا تتحقق بالإعتماد على أدوات رقابية داخل اللعبة ، أو بخطوات تقنية محدودة ، بل بالإبتعاد عن بيئة مليئة بالمخاطر غير القابلة للسيطرة .

لا يمكن إنكار أن روبلوكس لعبة جذابة وقد تبدو وسيلة لتنمية الإبداع ؛ لكنها في الحقيقة تحمل في طياتها أضرارًا سيبرانية وسلوكية ونفسية تفوق فوائدها بكثير.

 *رسالتي لكل أب وأم:* 

لا تتركوا أطفالكم في مواجهة هذا الخطر الخفي ، 

والخطوة الأولى لحمايتهم تبدأ بقرار حاسم وهو حذف اللعبة من أجهزتهم قبل أن تترك أثرًا يصعب إصلاحه.