وهبوك يا وطني
الشاعر /علاء الحكمي (أبو حليم)
وَطَني كَبيرٌ وَ الكَبيرُ هُوَ الذِي
أهدَى بِلَادِي قَادَةً وَ ملُوكَا
أمْلُوكَ في كلِّ الدَّفاتِرِ قِصّةً
عَربيَّةً في المَجدِ قَد قَرَأوكَا
قَرَأوكَ في ثغر الزمان وَ جَوفِهِ
وَبصَوتِ مَن لَبَّى هُنَا سَمِعُوكَا
سَمِعُوكَ في لَيلِ المَآذنِ آيةً
وَبجَوفِ مِحرابٍ لهَا كَتَبوكَا
كَتبوكَ عَهدَاً بالسماء و غَيمِهَا
وَعَلى جَفَافِ الرَّملِ قَد شَهِدُوكَا
شَهِدُوكَ نبضَاً للحَياةِ وَ روحِها
وَ بِلونِ طِينٍ لَازِبٍ خَلَقوكَا
خَلَقوكَ مَجدَاً شَامِخَاً وَ سَوَاعِدَاً
بَنَتِ المَحَالَ حَقيقةً فَأَتَوكَا
فَأتَوكَ أَيدٍ تَرتَجِيكَ وَ تَبتَغي
فَضلَاً وَ فَوقَ جِبَاهِهِم بَذَرُوكُا
بَذَرُوك قَمحَاً بِالحَقُولِ وَ مَسجِدَاً
وَ عَلى سَيوفِ العِزِّ كَم زَرَعُوكَا
زَرَعَوكَ بينَ العَادِيَاتِ وَ ضَبحِهَا
وَعَلَى ظَهورِ الخَيلِ كَم رَفَعُوكَا
رَفَعوكَ غُصنَاً طَالَ في أعنَاقِهَا
وَ الأصلُ أقدَامٌ لهَا جَذَرُوكَا
جَذَروكَ في غَضَبِ الصَّخورِ وَ نَارِهَا
بينَ الجِبالِ السَّودِ كم نَحَتوكَا
نَحَتوكَ يَاعَبدَ العَزيزِ قِلادَةً
في صَدرَ سَلمَانٍ هُنَا وَهَبوكَا
وَهَبوكَ للشِّعبِ الجَميلِ هَدِيَّةً
فِي كلِّ بَاقَاتِ الوَرودِ رَمُوكَا
فَرَمُوكَ عِطرَ اليَاسَمينِ وَ لَونَها
وَ فَرَاشَةً بَيضَاءَ قَد دَهَنوكَا
دَهَنوكَ يَاوَطَنَ الرّسَالَةِ مَعبَداً
وَ على يَمينِ اللهِ قَد وَضَعوكَا
وَضَعوكَ تَاجَاً للرؤوسِ وَ فِكرِهَا
بل مِن فَتيلِ النَّجمِ قَد غَزَلُوكَا
غَزَلوكَ فِي خَيطِ الحَريرِ وَ تُوتِها
بِشَقَائِقِ النُّعمَانِ قَد رَسَموكَا
رَسَموكَ يَاوَطَني الحَبيبِ حَديقَةً
بِشِفَاهِ طِفلٍ بَاسِمٍ فَرَشوكَا
فَرشَوكَ في التَّلِّ القَدِيمِ وِسَادَةَ
عُشبيّةً خَضرَاءَ إذ بَسَطوكَا
بَسطُوكَ مَدرَسةً وَ أستاذَا بِهَا
في كلِّ دَستورٍ لَهُم دَرَسوكَا