يوم العَلَم
هشام الخيبري/ تبوك
إنَّ أمجد أيام الشعوب هي أيامها الوطنية الكبرى التي تمثِّل ذكرياتها المجيدة وإنجازاتها التليدة، وإن في حياة الأمم والأوطان تواريخ راسخة في مسيرتها، لا ينجلي بريقها أبدًا مهما مرت الأزمان، أو تعاقبت السنون.
وفي هذه الأيام تحتفل بلادنا قيادةً وحكومةً وشعبًا بيوم العَلَم، وهو يمثِّل ذكرى مجيدة لذلك اليوم الذي أقرَّ فيه الملك عبد العزيز- طيب الله ثراه، وجعل الفردوس الأعلى مثواه- العَلَم بصورته التي نراه اليوم عليها، ذلك العَلَم الذي يرفرف في سمائنا وسماء العالم أجمع، بما يحمله من دلالات عظيمة، تشير إلى كلمة التوحيد التي لا تُنكَّس أبدًا، مع دلالات العدل والقوة والنماء والازدهار والرخاء. باعتباره رايةً للعزَّ، ومظهرًا من مظاهر الدولة وقوتها وسيادتها، ورمزًا أبيًّا للتلاحم والوحدة؛ إذ يرمز العلَم إلى شهادة التوحيد، ويرمز السيف إلى القوة والأنفة وعلو المكانة.
وقد بدأ الاحتفال بذلك اليوم المجيد بأمر ملكي من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، أطال الله بقاءه في صحة وطاعة؛ وذلك لما يحمله العَلَم الوطني من قيمة ممتدة عبر تاريخ الدولة السعودية منذ تأسيسها في عام 1139هـ الموافق 1727م، فعلى مدى نحو ثلاثة قرون كان هذا العلَم شاهدًا على حركات التوحيد التي خاضتها الدولة السعودية، لتظلَّ ذكرى "يوم العَلَم" واحدةً من أجَلُّ وأعظم ذكرياتنا الوطنية على الإطلاق.
إنني أستروح عبير هذا اليوم المجيد في تاريخ وطننا الغالي، وأستذكر معه ماضينا العظيم، وأستشرف مستقبلها المشرق بإذن الله؛ فالحمد لله أننا- بين ماض عريق ومستقبل مبهر- نرى بلادنا تعيش أزهى عصورها، وتتبوأ مكانتها اللائقة بها في مضمار التقدم في كل مجالات الحياة؛ فلنا أن نتباهى بالعيش في ظلِّ هذا الحُكم الرشيد، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز- حفظهما الله-؛ اللذين يصلان الليل بالنهار من أجل تحقيق نجاحات عالميّة غير مسبوقة.
ولا يفوتني في هذه المناسبة المجيدة أن أتقدَّم إلى قيادتنا الرشيدة، وإلى شعبنا العريق بأخلص التهاني والتبريكات، وأتضرع إلى الله سبحانه وتعالى أن يحفظ وطننا الغالي وقيادته الحكيمة، وأن يظلَّ العلم مرفرفًا في السموات، وأن تظل كلمة التوحيد عالية باسقة خفاقة.
الكاتب / نواف بن ميَّاح العنزي-
مدير عام فرع الهلال الأحمر السعودي بمنطقة تبوك