بوابة نظام الدولية 

الاربعاء, 02 أكتوبر 2024 01:15 مساءً 0 151 0
صقر الجزيرة وتوحيد الصف
صقر الجزيرة وتوحيد الصف


الكاتبة/ مصباح علي العزيبي
يعد هذا المقال تابعًا لسلسلة مقالات الملك عبد العزيز كتبتها سابقا  ، وفي هذا المقال نلقي الضوء على دور الملك عبدالعزيز البارز في توحيد البلاد صقر الجزيرة. 
بدأ الملك عبد العزيز - رحمه الله- استكمال فتوحاته الميمونة على أركان البلاد وذلك بعد أن -يسر الله له- فتح الرياض، كما أشرنا إلى ذلك في مقالنا الموسوم بفجر تأسيس المملكة تأملات ودروس ، فقد استطاع صقر الجزيرة بحسن تخطيطه أن يحقق انتصارات مدوية على خصومه شهد بها المؤرخون. ولا شك أن لهذه الانتصارات أهمية كبرى فقد مكنت لملكنا من إخضاع القبائل المتناحرة التي كانت تحركها مصالحها الذاتية بعيداً عن القبائل الأخرى التي تشاركها قواسم واحدة اللغة، والدين، والبيئة، والعادات، والتقاليد واستطاع بحكمة القائد ذي البصيرة المتعمقة في الإدراك أن يجمعهم تحت لوائه وسلطانه، ويشكل لهم هوية واحدة تجمعهم، الأمر الذي انعكس إيجابا على المنطقة،
وبما جلبه من منافع قصوى للأمة الإسلامية. ومما لا شك فيه أن الأخذ بالأسباب وبما تمتع به صقر الجزيرة من مهارات قيادية، وبما كشفت عنه من حسن تخطيطه وفراسته، وتقديره المتميز للمواقف، وبما تمتع به من بعد النظر والحنكة. كل هذه المهارات والسمات الشخصية مكنته من استشراف المستقبل، ورسم الحدود الجغرافية التي مكنت للمملكة من تبوء مكانة متميزة ليس فقط في الجزيرة العربية ولكن أيضا في العالم، وفي طرق التجارة العالمية. كل هذا التخطيط والقدرة على قراءة المستقبل والتنبؤ بحركة التاريخ مكنته من ترسيم الحدود الجغرافية للمملكة بما يسمح لها قيادة المنطقة والأمة الإسلامية في مرحلة لاحقة تاريخياً.
وقد شهدت تلك الفتوح تألقاً وتعاوناً بين أبناء تلك القبائل وبين الفاتح المؤسس في نضاله لتوحيد الصف والكلمة، وخلق كيانٍ جديدٍ في الجزيرة العربية يجمع بين أصالة هذه الأمة وجوهرها وهو الإسلام وبين المعاصرة وتشييد كيانٍ يساير الأمم الأخرى في تطورها ومجدها، بل ويتفوق على بعضها كما سيتضح ذلك عبر أبنائه وأحفاده. وهذا إن دل فإنما يدل على بصيرته، وحسن استشراف المستقبل وقراءته النقدية المتعمقة.
ولاشك أن تحقيق هذا المشروع السياسي والنهضوي ما كان له أن يتم وينجز إلا من خلال تلك العلاقة التبادلية بين قائدنا المؤسس وبين رعاياه الذين أقنعهم بالوحدة، وجعلهم يدركون أهميتها، وما سيعود عليهم بالنفع من خلال تلك الوحدة بين القبائل المتباعدة والمتناحرة تحت لواء وكيان جديد.
لقد اتسم الملك عبدالعزيز بالشجاعة والبسالة في نضاله المستمر لتوحيد القبائل وتوحيد كلمتهم، منطلقا من إيمانه بقوله تعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا…الآية}
إن حرص المؤسس على مبدأ وحدة الصف، ووحدة الأمة جعلته يقدم على المخاطر من أجل تحقيق هذه الغاية الكبرى، وهو ما عكس سماته الشخصية من شجاعة نادرة، واستبسال منقطع النظير.
كان يلقي بنفسه في عمق المخاطر دون أن يبال ولا يكترث بما يقال عنه، فقد جعل غايته هو رضى الله وخدمة أبناء هذا الكيان الجديد الذي يسعى في تشييد، وقد استغرق ما يزيد عن اثنين وثلاثين عامًا. تولدت عنها مملكة ذات أسس قوية قادرة على قيادة المنطقة العربية والعالم الإسلامي في المحافل الدولية المختلفة.

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر
صقر الجزيرة وتوحيد الصف

محرر الخبر

جمعه الخياط
المدير العام
رئيس مجلس ادارة بوابة نظام الالكترونية، محلل سياسي واجتماعي وصحي

شارك وارسل تعليق

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من إرسال تعليقك

أخبار مقترحة

بلوك المقالات

الفيديوهات

الصور

بوابة نظام الدولية 

بوابة نظام الدولية ابة نظام الدولية 

أخر ردود الزوار

الكاريكاتير

أخبار الدوري المصري

استمع الافضل

آراء الكتاب

آراء الكتاب 2