مخاطر الرسائل المعاد توجيهها.. وسبل الوقاية منها
بقلم: م. محمد هاشم البدرشيني
متخصص في الأمن السيبراني
في عصرٍ يتسارع فيه تدفق المعلومات عبر الهواتف الذكية وتطبيقات المحادثات، أصبحت الرسائل المعاد توجيهها (Forwarded Messages) جزءًا من حياتنا اليومية. وبقدر ما يبدو الأمر وسيلة سريعة لمشاركة الأخبار والمستجدات، إلا أن هذه العادة البسيطة قد تخفي وراءها مخاطر جسيمة تمس أمننا الرقمي، ومصداقية معلوماتنا، وحتى نسيجنا الاجتماعي.
???? أولًا: المخاطر الأمنية
تُعد الرسائل المعاد توجيهها قناة رئيسية يستغلها المهاجمون لنشر برمجياتهم الضارة، ومن أبرز صورها:
• الروابط الخبيثة: كثير من الرسائل تحمل روابط توصل إلى مواقع وهمية متقنة التصميم، هدفها سرقة الحسابات أو البيانات البنكية.
• الملفات الملغومة: قد تصل مرفقات تحمل صيغ مألوفة مثل (PDF – Word – APK)، لكنها في الحقيقة تخفي فيروسات أو برامج تجسس تتسلل إلى الأجهزة.
• إعادة تمرير الاحتيال: قد تصلنا رسالة من قريب أو زميل نثق به، بينما هو في الحقيقة مجرد وسيط نقل لرسالة مصدرها مجهول أو خبيث.
???? ثانيًا: المخاطر المعلوماتية
الخطر لا يتوقف عند الجانب التقني، بل يمتد ليؤثر على وعي المجتمع وصورته:
• نشر الشائعات والمعلومات المضللة: الرسائل المعاد توجيهها أصبحت من أسرع أدوات نشر الأخبار الكاذبة. وقد تؤدي إلى إثارة الذعر أو تشويه الحقائق.
• تشويه السمعة: قد تحتوي الرسائل على صور أو نصوص محرّفة تُستخدم للإساءة إلى أفراد أو مؤسسات، مما يترك أثرًا سلبيًا بالغًا على الضحايا.
???? ثالثًا: المخاطر الاجتماعيةو
أحيانًا يكون أثر هذه الرسائل أكبر من مجرد بيانات مخترقة أو أخبار كاذبة:
• انتهاك الخصوصية: إعادة تمرير رسالة خاصة لشخص ما قد تسبب له إحراجًا أو تكشف بياناته أمام آخرين.
• استغلال الثقة: حين تصل الرسالة عبر صديق أو قريب، فإنها تكتسب زيفًا من المصداقية، وهو ما يعزز قدرتها على التضليل أو الاحتيال.
✅ كيف نتعامل معها بأمان؟
التعامل الواعي مع الرسائل المعاد توجيهها يبدأ بخطوات بسيطة لكنها بالغة الأثر:
1 الحذر من الروابط: لا تضغط على أي رابط مجهول أو مشبوه.
2 التثبت من المرفقات: تجنّب فتح أي ملف مرفق إلا من مصدر موثوق.
3 التحقق من المصادر: اعتمد على القنوات الرسمية ووسائل الإعلام الموثوقة قبل إعادة النشر.
4 كسر سلسلة التمرير: لا تعد إرسال أي رسالة إلا بعد التأكد من صحتها.
5 الوقاية التقنية: حافظ على تحديث أنظمة التشغيل وبرامج الحماية، فالتقنية المحدثة دائمًا أقل عرضة للاختراق.
✨ كلمة أخيرة
إن الوعي هو خط الدفاع الأول في مواجهة التهديدات الرقمية. رسالة صغيرة قد تفتح ثغرة كبيرة، ونقرة واحدة قد تُكلف الكثير. مسؤوليتنا الفردية والمجتمعية أن نتحقق قبل أن نشارك، وأن ندرك أن حماية أوطاننا ومجتمعاتنا تبدأ من وعينا في استخدام التقنية.
???? هذا المقال يأتي في إطار رفع الوعي المجتمعي حول الاستخدام الآمن للتقنية، وهو جزء من رسالتي كمختص في الأمن السيبراني لنشر الثقافة الأمنية وحماية مجتمعنا من المخاطر الرقمية